ما الذي حقّقه فعلاً إبراهيم سليمان من وراء زيارته “التاريخية” إلى إسرائيل؟ هل شكّلت هذه الزيارة ضغط على الإسرائيليين فعلاً ليصبح موقفهم تجاه عملية السلام أكثر مرونة؟ أم هل أدت الزيارة إلى إحراج القيادة السورية فقط، خصوصاً بشار الأسد، مما يسبب نكسة لعملية السلام؟ لأن الحديث إلى أن إلى الإسرائيليين في هذه المرحلة بالذات وبعد خطوة استسلامية وتكالبية كهذه من قبل نظام أدمن على خطاب الرفض والمقاومة والإباء، مهما كان هذا الأمر مصطنعاً في حقيقته، سيكون بمثابة الانتحار بالنسبة لبشار؟
فلإن كانت الطريقة التي تغطى بها هذه القصة في الصحافة العالمية يجعلها تبدو وكأنها بادرة جريئة نوعاً ما من جانب القيادة السورية، فالحدث من وجهة نظر الصحافة السورية، بل والشارع السوري، وهو الأهم، تفوح منه رائحة الخيانة والاستسلام.
هل هناك من ينصب الأفخاخ هنا للقيادة السورية؟ ومن يقوم بذلك؟ أم هل لا يعدو الأمر عن أن يكون زلّة من الزلاّت المعتادة لرجالات النظام؟ أو هل يتلخّص الحدث بفعل فردي كانت له بعض النتائج غير المتوقعة أو المقصودة؟
الأجوبة قد لا تكون بهذا الوضوح وهذه السهولة، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار في هذا الصدد العلاقة المزعومة بين إبراهيم سليمان وبعض كبار الضباط المخابرات السوريين، خاصة أولئك الذين يحملون الإسم نفسه، والذين قيل أنهم قد حضروا بعض الاجتماعات التي نظمّها إبراهيم في الفترة الأخيرة.
من ناحية أخرى، ما حقيقة ما يجري من وراء كل هذه الخطط التي باتت تتكشّف مؤخراً فيما يتعلّق بتدمير أحياء هامة ومعروفة من دمشق القديمة، الأمر الذي بلغ ذروته منذ أيام من خلال خبر عن مخطط مفترض لتدمير مئذنة من مآذن الجامع الأموي؟ ماذا يحدث هنا؟ هل هناك من هو على هذه الدرجة من الطمع والغباء في النظام السوري؟ أم هل ينطوي الأمر على مخطّط حقيقي لإثارة فتنة طائفية في البلاد من خلال استهداف مجتمع دمشق السني؟ فإذا كان الأمر كذلك، فأي جهة تقف وراء هذا؟
هنا أيضاً، الجواب ليس بهذه السهولة. فهذه التقارير والأخبار غالباً ما تسرّب عن طريق مواقع تابعة للنظام مثل سيريا نيوز وشام برس.
مالذي يجري إذاً، ضرب من الغباء؟ أم تآمر؟