من المسؤول؟

هل يمثل الانطباع السائد بين طبقات “العامة” لشعوبنا الشرقأوسطية، والذي يبرأ حاكم البلاد من جريمة المشاركة المباشرة في عمليات الفساد والقمع الممارسة ضد الشعب في كل يوم، وذلك من خلال الاصرار على جهل الحاكم المطبق حيال استشراء هذا الظاهرة بين صفوف حاشيته من كبار المسؤولين وصغارهم، أو على عجزه عن معالجتها بفعالية كونها تمسّ كل من حوله، حتى أفراد عائلته الأقربين… هل يمثل هذا الانطباع قناعة شعبية حقيقية وراسخة؟ أم هل هي مجرد قناعة تكتيكية تسمح لصاحبها بالتعلّق بهدب أمل ما، مهما كان هلامياً، في ظل غياب قيادات ورؤى شعبية حقيقية قادرة على سد فراغ الأمل وتحريض الناس على التفكير الجدي بقدرتهم على تحقيق مستقبل أفضل والحاجة الملحة على العمل والتضحية من أجله؟ هل تقع مسؤولية التقصير هنا على عاتق “عامة الناس” حقاً؟ أم هل كانت مشكلتنا دائماً مشكلة تلك “النخب القائدة،” الحاكمة منها والمعارضة، التي تصر على التكلم باسم الشعوب وهي لا تمثل في الواقع إلا همومها ومصالحها الخاصة؟