النظام أم المعارضة؟

لا، ليس هذا هو الخيار الماثل أمامنا اليوم، الخيار الحقيق هو خيار بين حالة الاحتضار الراهنة وبين الرهان على ضرورة التغيير الجذري وعلى كافة الأصعدة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك بالرغم من ضبابية الرؤى المطروحة وانفتاحها على كل أنواع الاحتمالات. وإذا كانت أذهان الناس اليوم ما زالت مزدحمة بالكثير من علامات الاستفهام فيما يتعلق بالمعارضة، كمفهوم وشخصيات وتنظيمات، فإن علامات التعجب المتطاثرة باضطراد والتي تحيط بطبيعة ونشاطات الأنظمة الحاكمة فيها ما يكفي من إدانة للواقع الراهن، لكي يبدأ الناس بالمراهنة الفعلية على ضرورة التغيير. لكن لا يمكن لهذه المراهنة الفكرية أن تتحول إلى عمل، إلا من خلال طرح تحريضي إيجابي المضمون، طرح يحتوي على تأييد ووصف لواقع جديد ممكن وضروري، وليس مجرد رفض لما هو كائن.