البحث المستمر عن القادة عند الكثير من شباب منطقتنا المكروبة، أو التذمر المستمر من غياب الكوادر القيادية المناسبة على ساحة العمل السياسي والمدني، هو في جوهره تهرب من مسؤولية القيادة، وبالتالي مسؤولية التغيير. لأنا نحن القادة، نعم كلنا قادة. إن التغيير لن يبدأ إلا عندما يدرك كل منا ذلك، ويعترف كل منا بأن له حصة ونصيب في قيادة عملية التغيير، وليس فقط في قطف جناها. فإذا كانت الخيارات المتاحة على الساحة حالياً، سواء في صفوف النظام أو المعارضة، تبدو غير مناسبة أو مقنعة لنا، فنحن البديل. إن انتظار مجي البدائل من حيث لا ندري تخاذل وتقاعس لن تغفره لنا الأجيال القادمة، ومهما قلنا عن الأجيال الماضية، فهي على الأقل حاولت وفشلت. وبما إن ثمن التخاذل لا يقل فداحة عن ثمن الفشل، لا يوجد عندنا في الحقيقة ما نخسره إن حاولنا.