يقول مثقفونا بأن شعوبنا جاهلة وبحاجة إلى تثقيف ورعاية، لكن مشكلتنا أن مثقفينا أنفسهم وقفوا بلا حول ولاقوة في معظم الأحيان أمام تسلّط مجموعة من النخب الفاسدة لا تقل جهلاً في الواقع عن شعوبنا، وإن اختلفت عنها، كمياً على الأقل، في تعطّشها للثأر وإثراء الذات. والأنكى هنا أن الكثير من مثقّفينا ومتعلّمينا باعوا ضمائرهم وباتوا شركاء لهذه النخب!
ألم يأن، والحال كما نرى، أوان البحث عن بدائل أخرى تفسح المجال لهذه الشعوب الجاهلة أن تجرب حظها في إدارة شؤونها بنفسها، بلا وصاية من أحد؟ فمن يدري، ربما تثبت لنا الأيام أن ديموقراطية الجهل خير من ديكتاتورية العلم.