نص الرسالة التي وجّهها عمار عبد الحميد، مدير مؤسسة ثروة، في ختام برنامج الخطوة الأولى. (النسخة الإنكليزية)
متل ما شفنا عبر الحلقات الستة الماضية، حاولنا نطرح مجموعة من القضايا الهامة وهللي بتعكس مدى تدهور الأوضاع المعيشية في سورية نتيجة فساد وإهمال واستبداد النظام الحاكم، علاوة على الظروف الموضوعية المختلفة هللي عم تمر فيها بلدنا، ومنطقتنا عموماً، هي الظروف هللي كان ممكن نتعامل معها بشكل أفضل وكان ممكن تأثيرها على حياتنا يكون أميل للإيجابية لو كان عنا نظام أكثر انفتاحاً بتفاعلو مع الإرادة الشعبية واحتياجات الوطن ومصالحو الحقيقية.
متل ما هو واضح من كلامي إذاً، طرحنا ما كان حيادي أبداً، ولا حاولنا نتظاهر بالحيادية، لأنو نحنا مالنا مراقبين خارجيين، ومستقبل البلد، والمنطقة عموماً، بيعنينا بشكل كتير كبير، وعلى مستوى كتير عميق. آمالنا، طموحاتنا، أحلامنا، وكل التسائلات المتعلقة بحياة ومستقبل ولادنا، كل هي الأمور كان لها تأثير على آرائنا وتحليلاتنا. والنقطة هللي حبينا نوصلها دائماً مع نهاية كل حلقة، وهللي منكررها على مسامعكم اليوم مع نهاية المرحلة الأولى من برنامجنا، برنامج “الخطوة الأولى”، هو أنو مشروع التغيير الديموقراطي السلمي في سورية هو المفتاح الحقيقي لعودة الأمل لحياتنا، وللنجاح في أية محاولة جادة لمعالجة همومنا وقضايانا، الصغيرة منها والكبيرة، الاجتماعية منها والاقتصادية.
قناعتنا هي ما لا مستمدة من أية منطلقات نظرية، هي القناعة تشكلت بعد تجارب ومحن عملية صعبة أوصلت بعضنا للسجن وبعضنا للمنفى وبعضنا للقبر. ومع ذلك، ما زلنا ورح نبقى مصرين على قناعتنا بأنو يكون التغيير في سورية سلمي الطابع، بغض النظر عن عنف النظام، لأنو نحنا بالذات ما فينا ننسى المستقبل ونفكر بس بهي اللحظة متل ما يعمل النظام، ما فينا نترك لأولادنا تركة دم وعنف وصراع، بس بنفس الوقت ما فينا كمان نتركلون ميراث استبداد وفساد وإهمال وظلم. واجبنا نحو الوطن والمستقبل واجب مزدوج: واجب مشروع التغيير بحد ذاتو، وواجب تبني الآليات المناسبة لتحقيق هادا التغيير.
التحدي الماثل أمامنا إذا هو واجب وطني وإنساني مو موضوع اختيار اعتباطي، ولا موضوع مواجهة غير مدروسة، ولاموضوع تكالب على السلطة، ولا موضوع مين أحسن: النظام ولّا المعارضة، ولا موضوع مين القادة والمخلصين، الواقع أنو كل واحد فينا إلو دورو هللي ما بيقل أهمية عن دور التاني في عملية التغيير، وكل واحد فينا في عندو حصتو الخاصة من التضحيات هللي يلازم يقدمها، وهللي ما ممكن التغيير يصير بدونها.
بس الشي الواضح أكيد هو إنو الناس هللي حيقدمو تضحيات أكبر هنن الناس الموجودين داخل الوطن، لأنون هنن الموجودين بخط المواجهة الأول، وبالتالي البداية ما ممكن تكون إلّا معون، إلاّ معكون، القيادة والريادة إلكون. دورنا في الخارج هو دور توفير الدعم المادي، والإعلامي، والمعنوي، بغض النظر عن صعوبة الظروف، وضعف الإمكانيات، فكل ظرف إلو تحدياتو الخاصة هللي لازم نعرف كيف نتعامل معها.
بس الخطوة الأولى نحو الإقلاع بمشروعنا، مشروع التغيير الديموقراطي السلمي ببلدنا، هو تكوين القناعة بأنو هادا التغيير مو بس ضروري، هادا التغيير ممكن، وإنو نحنا منمتلك القدرة على تحقيقو. وهادا يعني إنو علينا أن نستعيد ثقتنا بأنفسنا كشعب، كبشر، وأنو نصم آدانا عن كل هالأصوات حوالينا هللي عم تتهمنا بالتخلف والجهل والبدائية وعدم الأهلية، وأنو نفتح عيونا على تصرفات حكامنا هللي بيحكو بإعلامهون الرسمي عنا كشعب مجيد، بس على أرض الواقع بيتعاملو معنا كدواب، وبيقولو أنو نحنا ما منستحق الحرية، كيف ممكن لهيك حكام يقودو نهضة أوطان؟ وكيف ممكن نستمر بوضع أية ثقة فيهون نظراً لهادا التناقض الواضح ما بين أقوالون وتصرفاتون؟
وهون لازم نذكّر مرة تانية أنو الخيار المطروح مالو خيار مابين النظام والمعارضة، أي معارضة، الخيار هو مابين الأمل واليأس، ما بين الحياة والاحتضار، ما بين إيجاد فرصة لحياة كريمة، أو الاكتفاء باللاشيء، إذا كان هادا الشي ممكن. الشعب بوسعو إذن أنو يرفض النظام والمعارضة سوا، ويطرح بدائلو الخاصة في، بس هادا الشي ما ممكن يصير إلا من خلال الحركة والعمل الرافض للواقع الراهن، لواقع الظلم والموت والسرقة والفساد.
إذا بين في شوية فزلكة بهالكلام، خلينا نتطلع شوي لجوا ونراجع حالنا: مو هي هيي القناعات هللي فعلاً صارت مشكلة جواتنا ومن زمان؟ أو هل فعلاً ما زال عنا أمل بعد كل هالسنين والعقود من الانتظار والوعود أنو النظام يغير نهجو وطرقو ويتراجع عن ظلمو من تلقاء نفسو وبدون أي ضغط شعبي؟ يمكن إجا الوقت هللي صرنا فيه مضطرين أنو نواجه الواقع ونعترف بإنو مفتاح التغيير بالبلد موجود بأيدنا نحنا، وأنو استمرار الصمت رح يحولنا لأشباح.
مقولة “إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر” ما إجت من فراغ. والخطوة الأولى نحن بناء مستقبل أفضل لأنفسنا، لأولادنا، لشعبنا هو الإيمان بأنو الاستبداد مهما كانت مسوغاتو وبصرف النظر عن الخلفية الفكرية والقومية والدينية والطائفية والطبقية للأشخاص هللي عم يمارسو، بيضل أمر مرفوض ومرفوض بالمطلق، وبالتالي بيكون الخيار الآخر والأخير الموجود قدامنا، خيار التغيير الديموقراطي السلمي في سورية، أو بالأحرى العمل من أجل تحقيقو، أمر ممكن وضروري، ممكن وضروري، ممكن… وضروري.
بالنهاية، وبالنيابة عن أسرة “مؤسسة ثروة” وبرنامج “الخطوة الأولى،” بوجه الشكر لجميع هللي تابعونا ودعمونا وأتاحو لنا فرصة توصيل هي الرسالة، معكون كان عمار عبد الحميد، إلى اللقاء.