يمكن اختزال خطاب بشار بكلمة واحدة فقط: طز، موجّهة للثوار وللعالم. ويمكن اختزال ردّنا بذات الكلمة أيضاً، موجّهة لبشار والعائلة والمحبّين. فبشار لايعرف الحوار، ونحن لن نتحاور معه. علاقتنا علاقة رفض متبادل ولن تتغير. الآن وقت المواجهة والمواجهة فقط. سيأتي وقت ما للحوار مع من هم، لسبب أو آخر، في معسكر بشار، فهم جزء من الشعب ولايمكن تجاهلهم. لكن لايمكن أن نتحاور معهم اليوم لأن عقدة السلطة ووهم تحقيق النصر على الثورة ما يزال معشّشاً في أذهانهم وهذا ما يعرقل إمكانية أي حوار جدّي. ولعل ما حدث في ثمانينات القرن الماضي علاوة على تخاذل الجامعة العربية والمجتمع الدولي وانقسامات المعارضة يساعد على تكريس هذا الانطباع عندهم. لذا، على المواجهة أن تستمر حتى نتمكّن من قلب الأمور بشكل كاف لكسر حاجز الوهم هذا. وهنا، يكون التعويل أولاً وأخيراً على قدرة الداخل على تطوير آليات جديدة للاستمرار والمواجهة. ففي الداخل يكمن مفتاح تغيير الإرادة الدولية وكسر حاجر الوهم.