فيسبوك: 25 آب، 2012

– سُعاركم لا يثير فينا إلا الاحتقار. لم تعودوا قادرين على إثارة الخوف إلا في قلوب أبنائكم لتحوّلوهم إلى مرتزقة ووحوش تقتل الأبرياء وتقتات على الجيف وتخاله دفاعاً عن النفس. هكذانثأر منكم في كل لحظة تقتلونا فيها. ثأرنا أنا جعلناكم تتخلّون عن إنسانيتكم طوعاً من أول يوم لثورتنا، أنا جعلناكم تخافوننا حتى السُعار، حتى التوحّش. ستصبحون مضرب الأمثال في الحقد والإجرام. ستصبحون أضحوكة التاريخ. وفي النهاية سننتصر في وجه كل إجرامكم، وعوضاً عن الانتقام منكم فنفعل بكم ما فعلتم بنا، سننساكم. ستمشون بيننا ولن نراكم، ستكونون كما ارتضيتم لأنفسكم أن تكونوا: أشباحاً. فطوبى لكم.

– بعد الدمار الذي حلّ بالبلاد لن تجد أية فئة مأمناً في الانفصال: فما زُرع أمس في حمص ويزرع اليوم في حماة وحلب ودرعا والدير ودمشق الشام سيُحصد غداً في كل مكان. والكلام ليس عن سوريا فقط، بل عن المنطقة بأسرها. والكلام ليس تحريضاً، فهذا آخر ما أريد، لكنه استقراء للأحداث المتسارعة. فإن كان الانفصال والتقسيم هو المخطّط الذي تبنّاه الأسد، فهاهو الأسد يهزم نفسه من جديد، فالانفصال لن يحقّق له المأمن الذي يريد. لم يترك الأسد لنفسه أو محبّيه مخرجاً. كل شيء سينهار، والخراب سيعم البلاد والمنطقة بأسرها. حقد الأسد كان أكبر من عقله وأكثر عماءاً من قلبه. 

– لن أنتقم ولن أدعو إلى الانتقام، لكن، ليس محبة في من أخطأ بحقي، بل لأني لا أريد لأولادي وأحفادي أن يعيشوا تحت حكم شريعة الغاب. 

– على مستوى المجتمعات والدول، ومن منظور العاملين في مجال صنع السلام الأهلي، لا يكمن علاج الطائفية في التخلّص من المشاعر الطائفية بل في إيجاد ترتيبات سياسية للعيش المشترك وتقاسم السلطة وتداولها. أما عملية التخلّص من مشاعر الطائفية فهي عملية طويلة ومعقدة وتستغرق أجيالاً طويلة، ولا يمكنها أن تبدأ إلا عندما تقرّر جميع الأطراف تسمية الأشياء بمسمياتها دون حساسية مفرطة. ولو أردنا أن نؤجّل عمليات صنع السلام والمصالحة الأهلية إلى حين التخلص من الطائفية، فلن تضع الحروب أوزارها ما حيينا. 

– من حق المرء أن يتحزّب لرأيه ودينه وطائفته وقومه، وأن يعبّر بكل وضوح وصراحة عن تحزّبه. لكن ليس من حقّه أن يفرض حزبه علينا.