العدالة والموت

المرّ في الحياة أن لا عقاب لمعظم ما يرتكب من جرائم، ولا ثواب لمعظم الفِعال النابعة عن المحبّة والهادفة للخير. لذا يتخيّل الكثير منّا أنّ للحياة امتداد ما بعد الموت تتحقّق فيه العدالة، لكنّا، وليكون لحياتنا ووجودنا معنى وقيمة، بحاجة لتحقيق العدالة هاهنا والآن. إذ لا يمكن لسلام أن يتجلّى في أنفسنا ومجتمعاتنا طالما بقيت العدالة مؤجّلة. وفي الواقع، يمثّل تحقيق العدالة في الهنا والآن الحلم/الأمل/الهدف/المشروع الذي يستحق أن تتضافر كلّ الجهود من أجله. ولاينبغي على من يناضل صادقاً ومخلصاً من أجل تحقيق العدالة والسلام أن يشغل نفسه كثيراً بمسألة “ما بعد الموت” لأنّ نضاله يطهّره، وهو في آن جنّته وجحيمه، نقمته ونعيمه، ويكفيه أن يجد في الموت راحته المفقودة منذ الولادة.