ما زالت الصيحات تتعالى كل يوم داعية لفتح جبهة الجولان، وهاهو وزير خارجيتنا المغوار يعلن من بيروت بأنه “أهلاً وسهلاً بالحرب الإقليمية.” ترى، هل تجرّ الصعوبات التي تلقاها إسرائيل في لبنان اليوم قادتنا الأغرار إلى الاعتقاد بأن الحرب ضد إسرائيل هي الخيار الأفضل، بصرف النظر عن الخسائر المادية والإنسانية المحتملة؟ هل بدأ حلم النصر العسكري على إسرائيل يداعب أجفان قادتنا الأشاويس مرة أخرى؟ وهل يعتقد هؤلاء القادة بأن الصعوبات التي تلقاها أمريكا في العراق اليوم ستجعلها عاجزة عن مساعدة إسرائيل؟ هل بدأ فعلاً العد العكسي نحو أرمجدون؟
إذا أن الأمر كذلك حقاً، فهذا يثبت أن قادتنا ليسوا من فصيلة الأسود، بل هم بوم ولا يمكنهم أن ينتعشوا إلا في الخراب والمقابر.
تعليق
فري مان: إن الغزاة لا يبقون على الأرض إلا من خلال الحروب والغزوات، وصدقني إن نظرتهم الحربية إلى هذه المنطقة نابعة من جوهرهم، فهم عندما أخذو السلطة من الحكم الوطني السوري أخذوه عن طريق غزوة تدعى في زمننا انقلاباً، وقاموا بنهب المدن السورية وتخريبها وتهجير أهلها، كما أنهم يتعاملون مع سكان سوريا بأسوأ أنواع المعاملة، والآن كثيرا ما انتشر في الطرق إعلانات معنونة بـ “من جهز غازياً فقد غزا”. هذا ما آلت إليه سوريا مهد الحضارات، مرتع للعصابات الغزاة مخربي الثقافات.