بعيداً عن المثاليات وعن موقفي الشخصي من الأمور، الحقائق التالية باتت بالنسبة لي واضحة:
أثبتت الأيام والشهور الماضيات أننا كسوريين معاصرين، بخلفياتنا المتنوّعة، غرباء أكثر منا شركاء في الوطن، وبالتالي لن تكون المحبة والألفة حلّاً لأزمتنا الراهنة. إذ لن ينسى أحدنا، أو يتناسى، ما حدث، ويحدث، والكثير منا لن يغفر، أو يُعلّم أولاده المغفرة. كما أنّا لن نتفق أبداً على تفسير مشترك لما جرى، ويجري. سيبقى الأسد بطلاً في نظر الكثيرين، وإن رحل، وستبقى الثورة في نظر الكثيرين حصّيلة لمؤامرة ما، وسيكون لهم في ظهور متطرّفين في صفوف الثوّار خير دليل على ذلك، بصرف النظر عن الحقائق التي مهّدت لذلك. أما بالنسبة للثوّار، فالشرذمة ستبقى هي الحال، حتى حين، وسيبقى الإسلامي إسلامياً والعلماني علمانياً واليساري يسارياً والريفي ريفياً والمديني مدينياً والوسطي وسطياً والحائر حائراً، ولن يتفقوا على أرضية مشتركة، حتى حين.
وسيبقى التمترس الطائفي والقومي والفئوي عنواناً للمرحلة القادمة عند كل الأطراف بغض النظر عن المضمون الشكلي لخطابي الثورة والمقاومة. Continue reading “فيسبوك: 14 نيسان، 2013” →