لا، لم يأتِ إعلان داعش عن قيام الدولة الإسلامية وعن “تعيين” خليفة جديد للمسلمين جميعاً كتطور فريد من نوعه في أزمنتنا الحديثة، لكنه مع ذلك ليس بالتطور العادي، إذ من المتوقع أن يستجيب عدد لابأس به من الحركات الجهادية حول العالم لدعوة داعش لها لإعلان البيعة للخليفة البغدادي، بل لاشك عندي في أن قادتها سيسارعون إلى تقديم فروض السمع والطاعة لـ “أمير مؤمنين” عصرنا هذا، فـ “الانتصارات” التي حققتها الدولة مؤخراً في العراق وسوريا، أو بالأحرى، تلك التي نُسبت إليها، أعطتها زخماً لايُستهان به، وثروة نقدية طائلة سيتم توظيفها ولابد في شراء الولاءات، كما جرت العادة. كل هذا، والأحداث تجري تباعاً في منطقة ذات رمزية تاريخية كبيرة في ذاكرة المسلمين، لا في بقعة نائية من العالم.
