الحقوق الطبيعية والأخلاق

25 تشرين الأول، 2006 / مدونة “أقوال وأفكار”

الأسئلة المتعلّقة بالحقوق الطبيعية تبقى قابلة للوضع على محكّ الانسجام مع الحسّ الأخلاقي عند الإنسان ومع معطيات عقله. توماس جفرسون، وجهة نظر فيما يتعلّق بالطروحات الفرنسية، 1793.

حوار

ابن سينا: نعم، فيما يتعلّق بالحقوق الطبيعية والأساسية للإنسان لا بدّ و لا مفرّ من اللجوء إلى العقل، عوضاً عن الهروب إلى المقدّس، فالهروب إلى المقدّس هو نوع من الجبر، أما الاحتكام إلى العقل فيترك المجال لقبول الرأي الآخر، وإن على مضض.

الفارابي: هل يملك الإنسان حساً أخلاقياً بالفعل، أم هل هو حسّ نفعي بحت؟ وهل يمكن للحسّ النفعي أن ينسجم مع معطيات العقل ومتطلّبات الحقوق دائماً؟

ابن سينا: ألا يمكن للحسّ النفعي أن ينسجم مع الحسّ الأخلاقي خاصة في حال اللجوء إلى العقل كحكم أكبر؟ ألا يدلنا العقل على أن الفعل النفعي هو بالذات الفعل الأخلاقي؟

ابن خلدون: أعتقد أن الأمر يتطلّب بعض الإيمان، الإيمان بأن تأجيل المنفعة السريعة لصالح المنفعة المتأخرة ولكن الأخلاقية هو الخيار الأكثر عقلانية بالفعل، إن لم يكن لصالح الفرد، فلصالح المجموع.

ابن سينا: الحقوق الطبيعية، العقل، الإيمان، الأخلاق، أجد كل هذه الأشياء مترابطة، لكني أجد أن التوفيق، أو العناية الإلهية، أيضاً ذو صلة هنا، وإلاّ لبقي التخبّط مصيرنا إلى الأبد. ولا أريد أن ألجأ هنا إلى المقدّس بمفهومه التقليدي على الإطلاق، ولكن أريد أن أترك الباب مفتوحاً لذلك العامل المجهول الذي أرى أنه يلعب دوراً هاماً في هذه المعادلة الصعبة.