
بعد ما تم التوصّل إلى اتفاق بخصوص أزمة الديون اليونانية يبدو جلياً الآن أن الهدف من كل المناورات والمهاترات التي شهدتها الأشهر والأسابيع الماضية هو التحصّل على أفضل صفقة ممكنة وفقاً لقواعد اللعبة ذاتها، وليس تغيير قواعد اللعبة.

بعد ما تم التوصّل إلى اتفاق بخصوص أزمة الديون اليونانية يبدو جلياً الآن أن الهدف من كل المناورات والمهاترات التي شهدتها الأشهر والأسابيع الماضية هو التحصّل على أفضل صفقة ممكنة وفقاً لقواعد اللعبة ذاتها، وليس تغيير قواعد اللعبة.

من بين المصطلحات الشائعة في القاموس العربي المعاصر مصطلحا الإمبريالية والكولونيالية، وهما مصطلحان حديثان نسبياً بدأ استخدامهما في مطلع القرن التاسع عشر لوصف مساعي الدول الغربية لبسط نفوذها الاقتصادي والسياسي على العالم مستغلّة قوتها العسكرية. لكن الظاهرة بحد ذاتها، أي محاولة بسط النفوذ بالقوة، ظاهرة موغلة في القدم، بدأت مع انطلاقة المغامرة الإنسانية على سطح هذه المعمورة، ولم تقتصر أبداَ على دولة أو حضارة أو شعب أو دين بعينه. بل يمكن قراءة قصة الحضارة الإنسانية ككل على أنها سلسلة مستمرة من الغزوات والحروب والمحاولات الاستيطانية، كما فعل معظم المؤرخين القدماء والتقليديين، على اختلاف مشاربهم وحضاراتهم.
Continue reading “المصلحة والنظام الدولي بين البارحة واليوم”
كون بعض المناطق السورية أصبحت واقعة تحت احتلال إيراني فعلي هو في الواقع أكبر حجّة يمكن طرحها على الساحة السياسية فيما يتعلّق بضرورة فتح خط للحوار مع إيران. فالنخبة السياسية السورية أبان الانتداب الفرنسي لم تتردّد بالدخول في عمليات تفاوض وحوار مع السلطات الفرنسية بغية تخفيف وقع بعض الممارسات القمعية، ولنقل مطالب الثوار إليها، انتهاءاً بتحقيق الاستقلال.
Continue reading “ظاهرة الانتداب في سوريا ما بين فرنسا وإيران”

هناك تعارض في العمق ما بين التفكير العقائدي أو الإيديولوجي، والتفكير المصلحي، ولعل تفوّق العقيدة على المصلحة عند كل تعارض هو أحد الأسباب الأساسية التي تجعلنا نشكّك في فرص نجاح أية مبادرة عقلانية للتغيير فيها. لكن التشكيك لا يبرّر الخنوع والاستسلام، لأن مستقبل المنطقة، إن أردنا له أن يكون واعداً، ما يزال يعتمد وإلى حدّ كبير على قدرة نخبها الفكرية والسياسية في تغليب النزعة العقلانية المصلحية على النزعات العقائدية غيرالعقلانية بجوهرها.